
لن تكون مهمة كوزمين مع منتخبنا الوطني مفروشة بالورد، إذ ينتظره العديد من التحديات الصعبة في الفترة المقبلة، رغم أنه الخيار الأنسب للمرحلة الحالية، لكن الأمر، على المدى الطويل، مختلف تماماً، لسبب واحد، هو أن المدرب الروماني لا يملك الخبرة مع المنتخبات، ما عدا تجربة واحدة مع المنتخب السعودي، ولم تكن جيدة.
ربما اتفق الأغلبية على أن المدرب الذي يقود الشارقة هو الأنسب للمرحلة الحالية، لكن من الصعب أن تبني عليه المشروع الجديد لمنتخبنا الوطني، بحكم أن المعترك الدولي مختلف تماماً، إضافة إلى أن المدرسة البرتغالية ربما ستكون الأقرب إلى لاعبي الأبيض الحاليين، إضافة إلى أن المنتخب لا يجد الوقت الكافي.
لا أقلل إطلاقاً من كوزمين كمدرب، لكن الظروف أجبرت اتحاد الكرة على هذا الخيار، وجعلته يركز على الحلول الآنية، بحكم أننا أمام فرصة حقيقية لبلوغ كأس العالم 2026، وفي الوقت ذاته ربما نصعب المهمة على أنفسنا إذا لم نمنح المدرب الفترة الزمنية التي يحتاجها للوصول إلى الانسجام المطلوب والتوليفة المناسبة.
لا يملك كوزمين عصا سحرية، وفي حال اعتمادنا على الأندية لإعداد لاعبي منتخبنا الوطني، فإن الحال لن تتغير كثيراً، لاسيما أن التجارب السابقة أثبتت لنا أن الأندية لا تجهز اللاعبين للمنتخب إطلاقاً، وأن اعتمادنا على أيام «الفيفا» لتجهيز الأبيض، ربما تكون كافية إذا كنا نقف على محترفين في الخارج.
المعضلة أن الفترة المقبلة ستمنحك العديد من الأسماء التي يمكن أن يستفيد منها منتخبنا الوطني، وهو أمر إيجابي حال انسجم اللاعبون مع بعضهم بعضاً، لكن في الوقت ذاته فإن عملية اندماجهم ليست سهلة أبداً، وهي القشة التي قصمت ظهر المدرب السابق بينتو، لذلك حتى وإن كان كوزمين يعرف لاعبي دورينا جيداً، إلا أن اللاعبين لا يعرفون بعضهم بعضاً، ولم يلعبوا معاً للفترة الكافية التي تمكنهم من مجاراة أوزبكستان أو المنتخبات ذات الوزن الثقيل.
لذلك، فإن المنتخبات بحاجة إلى فريق عمل يملك الخبرة التي تجعل مهمة كوزمين سهلة، لأنه حال اعتمدنا على الطريقة السابقة، فربما يدخل هذا الأمر الأبيض في نفق جديد.
نقلاً عن جريدة الإمارات اليوم